إذا كنت تبحث عن ملاذ من الصيف وحرارته
فمراكش ستستقبلك في أجمل أوقاتها: بين أيلول/سبتمبر وأيار/مايو. فثالث أكبر
مدينة في المغرب تحتضن سائحيها بعطف كبير، فاتحة أبوابها وأسواقها
الملوّنة الغنية والطافحة أمام وفود السّياحة العالمية، التي ما تزال ترى
في هذه المدينة رمزًا جميلاً وحالمًا للشرق، فيما يرى فيها العرب والمسلمون
مدينة منفتحة وانسيابية ومتقبلة.
في مراكش 24 حمامًا وهي من رموز هذه
المدينة، تلتقي كلها وتتقاطع مع أسواق هذه المدينة الملأى بالعطور والملابس
والحلويات والأطعمة. يمكنكم أن تصلوا إلى ساحة جامع الإفناء لتتناولوا
مآكل شهية وشواءً منعشًا في الأكشاك المنتشرة في هذه السّاحة المركزية، ومن
هناك الدخول إلى السّوق التقليديّ الكبير، الذي يطيب فيه الضياع وتتبع
الرّوائح والألوان.
في مراكش نهر "واد أسيل" بُنيت عليه قنطرة
لعبور الراجلين، ومن بعد القنطرة من الضّروريّ الوصول إلى حديقة ماجوريل
البهية الفاتنة الممتلئة خضارًا، أو حدائق المأمونية، اللتين تختلفان عن
اللون الأصفر-البني الذي يطغى على المدينة وعمرانها. إنه نفس اللون البنيّ
الذي يكسو سور المدينة القديم المُحاط بـ 17 بابًا، ممّا يضفي على التجوال
في المدينة شعورًا بالسير عبر عتبات التاريخ العريق لهذه المدينة التي
تأسّست عام 1062 م.