لطبيعة عكار خصوصية جمالية فريدة بكون القسم الاكبر
منها طبيعة بعيدة نسبيا، عن متناول يد الانسان. وغابات عكار التي تمتمد من
وادي خالد عند الحدود الشمالية الشرقية الى وادي جهنم عن الحدود الجنوبية
مع الضنية، حيث يتكامل مشهد الجمال الطبيعي، مساحات خضراء لا يزال يعول
عليها رئة للبنان ومحيطه.
وفي سياق الاهتمام عالميا بالسياحة البيئية، بدأ هذا النوع من السياحة يشكل جاذبا لهواة الطبيعة والسير في عمق غاباتها للتعرف إلى مكنوناتها وما تخفيه من اسرار بعيدا من ضوضاء المدينة والتلوّث الضارب في كل زاوية من زوايا المناطق السكنية المأهولة.
وفي اطار سلسلة الرحلات التي تنظّمها مجموعات وجمعيات بيئية محلية ينضوي فيها عدد كبير من الناشطين للترويج للسياحة البيئية في عكار، سعيا وراء جذب السياح من لبنان والعالم للتعرف إلى الحياة في الريف العكاري وعلى دروب الجمال الطبيعي فيها، نظم مجلس البيئة في القبيات عكار رحلة ضمن نشاطاتها الاسبوعية الدائمة، سيراً على الأقدام للتعرّف على شجرة الشوح وغاباتها في أعالي القبيات وعكار العتيقة، شارك فيها 40 ناشطا بيئيا من عكار والشمال وبيروت ومن الجنوب. واطلق عليها اسم "درب الشوح".
انطلق المسير من جورة الشعير في القبيات على ارتفاع 1450 م. نزولاً حتى مقل الصنوبر، ومن هناك ما بين الصنوبر والعزر، ثم الشوح صعوداً إلى التلال والصخور المشرفة على الوادي الأسود الجميل، الذي أخذ هذا الإسم من ظلال اشجار الشوح التي تحجب الشمس نظراً لكثافة الشجر، نزولاً إلى عمق الوادي، حيث كان لقاء مع قطيع ماعز وراعيه، وهو الفتى خالد الذي يمضي شتاءه على مقاعد الدراسة في مدارس عكار العتيقة وصيفه في ربوع ووديان الطبيعة العكارية الخلابة، راعياً، يجول مع قطيعه في ربوع غابات هذه المنطقة.
ويقول خالد بأنّ عمله راعياً لقطيع تملكه العائلة لن يثنيه عن متابعة دراسته، بل يشجعه كثيرا على رحلة العلم، ويضيف ان منطقته رائعة وتنوع اشجارها وتضاريس جبالها ووديانها وما تختزنه من مواقع اثرية امر بالغ الروعة.
ثم إلى عين تابت، حيث الماء العذبة البعيدة عن التلوث الضارب في عمق أعماق مياهنا اللبنانية الجوفية، تحت الألف متر. وكان غداء في موقع المصطبة حيث تجمع السائرون حول الشنكليش والجبنة البلدية والبطاطا والفاكهة والحلاوة وحلوى "المدّ" التقليدية.
وكان شرح لرئيس مجلس البيئة الدكتور انطوان ضاهر عن شجر الشوح الكيليكي، وقال: "هي نادرة أكثر من الأرز، إذ أنها لا توجد سوى في عكار والضنية، وهناك بعض الاشجار في محمية حرج اهدن. وينعدم وجودها من اهدن حتى القطب الجنوبي! اما في شمال الكرة الأرضية فهي موجودة في كيليكيا التي منها أخذت الاسم، على الرغم من أنّ موطنها الرئيسي هو في عكار"، واضاف: "هي من الأشجار القليلة التي لم يقضِ عليها العصر الجليدي الأول، لذا يعتبر الشوح الكيليكي، جينياً، من أقدم الأشجار".
اثر ذلك كانت العودة صعوداً إلى نقطة الانطلاق من ضمن مسير دائري، بطول 10 كلم، دام نهاراً كاملاً تخلله المرح والتعارف والاستمتاع بالمناظر وأخذ نفسٍ في طبيعة تريح الأعصاب وتغذي العقل والروح.
والصورة تبقى هي الحاضرة مع كل ناشط يؤرخ ويؤرشف لرحلة ستدوم طويلا في ذاكرة كل منهم.
عكار الغنية بطبيعتها تحاول جاهدة أن تحافظ على هذا الغنى الطبيعي الموروث من جيل الى جيل، في ظل المد العمراني الذي اجتاح كل المناطق الساحلية والوسطية.
ويتطلع الناشطون البيئيون لأن تاخذ الدولة بيد من إدراك وحرص لتُجنّب هذه المناطق مخاطر ما آلت اليه المناطق اللبنانية الاخرى لحماية بيئة لبنان التي هي عنوان حضوره الكوني: "لبنان قطعة سما".
وفي سياق الاهتمام عالميا بالسياحة البيئية، بدأ هذا النوع من السياحة يشكل جاذبا لهواة الطبيعة والسير في عمق غاباتها للتعرف إلى مكنوناتها وما تخفيه من اسرار بعيدا من ضوضاء المدينة والتلوّث الضارب في كل زاوية من زوايا المناطق السكنية المأهولة.
وفي اطار سلسلة الرحلات التي تنظّمها مجموعات وجمعيات بيئية محلية ينضوي فيها عدد كبير من الناشطين للترويج للسياحة البيئية في عكار، سعيا وراء جذب السياح من لبنان والعالم للتعرف إلى الحياة في الريف العكاري وعلى دروب الجمال الطبيعي فيها، نظم مجلس البيئة في القبيات عكار رحلة ضمن نشاطاتها الاسبوعية الدائمة، سيراً على الأقدام للتعرّف على شجرة الشوح وغاباتها في أعالي القبيات وعكار العتيقة، شارك فيها 40 ناشطا بيئيا من عكار والشمال وبيروت ومن الجنوب. واطلق عليها اسم "درب الشوح".
انطلق المسير من جورة الشعير في القبيات على ارتفاع 1450 م. نزولاً حتى مقل الصنوبر، ومن هناك ما بين الصنوبر والعزر، ثم الشوح صعوداً إلى التلال والصخور المشرفة على الوادي الأسود الجميل، الذي أخذ هذا الإسم من ظلال اشجار الشوح التي تحجب الشمس نظراً لكثافة الشجر، نزولاً إلى عمق الوادي، حيث كان لقاء مع قطيع ماعز وراعيه، وهو الفتى خالد الذي يمضي شتاءه على مقاعد الدراسة في مدارس عكار العتيقة وصيفه في ربوع ووديان الطبيعة العكارية الخلابة، راعياً، يجول مع قطيعه في ربوع غابات هذه المنطقة.
ويقول خالد بأنّ عمله راعياً لقطيع تملكه العائلة لن يثنيه عن متابعة دراسته، بل يشجعه كثيرا على رحلة العلم، ويضيف ان منطقته رائعة وتنوع اشجارها وتضاريس جبالها ووديانها وما تختزنه من مواقع اثرية امر بالغ الروعة.
ثم إلى عين تابت، حيث الماء العذبة البعيدة عن التلوث الضارب في عمق أعماق مياهنا اللبنانية الجوفية، تحت الألف متر. وكان غداء في موقع المصطبة حيث تجمع السائرون حول الشنكليش والجبنة البلدية والبطاطا والفاكهة والحلاوة وحلوى "المدّ" التقليدية.
وكان شرح لرئيس مجلس البيئة الدكتور انطوان ضاهر عن شجر الشوح الكيليكي، وقال: "هي نادرة أكثر من الأرز، إذ أنها لا توجد سوى في عكار والضنية، وهناك بعض الاشجار في محمية حرج اهدن. وينعدم وجودها من اهدن حتى القطب الجنوبي! اما في شمال الكرة الأرضية فهي موجودة في كيليكيا التي منها أخذت الاسم، على الرغم من أنّ موطنها الرئيسي هو في عكار"، واضاف: "هي من الأشجار القليلة التي لم يقضِ عليها العصر الجليدي الأول، لذا يعتبر الشوح الكيليكي، جينياً، من أقدم الأشجار".
اثر ذلك كانت العودة صعوداً إلى نقطة الانطلاق من ضمن مسير دائري، بطول 10 كلم، دام نهاراً كاملاً تخلله المرح والتعارف والاستمتاع بالمناظر وأخذ نفسٍ في طبيعة تريح الأعصاب وتغذي العقل والروح.
والصورة تبقى هي الحاضرة مع كل ناشط يؤرخ ويؤرشف لرحلة ستدوم طويلا في ذاكرة كل منهم.
عكار الغنية بطبيعتها تحاول جاهدة أن تحافظ على هذا الغنى الطبيعي الموروث من جيل الى جيل، في ظل المد العمراني الذي اجتاح كل المناطق الساحلية والوسطية.
ويتطلع الناشطون البيئيون لأن تاخذ الدولة بيد من إدراك وحرص لتُجنّب هذه المناطق مخاطر ما آلت اليه المناطق اللبنانية الاخرى لحماية بيئة لبنان التي هي عنوان حضوره الكوني: "لبنان قطعة سما".